تحتوي حديقة المتحف المصري على العديد من القطع الحجرية القديمة من التماثيل إلى التوابيت الكبيرة.
تشتمل الحديقة على تمثال مرنبتاح من الجرانيت الأحمر وهو يحمل رمزا مقدسا، كرسه له الملك سيتى الثانى وقد تم إكتشافه في مدينة ماضي بواسطة أ. فوليانو لجامعة ميلانو في عام 1936، كما تشمل الحديقة على تمثالين لأبي الهول من الجرانيت الأحمر لتحتمس الثالث تم العثور عليهما في معبد الكرنك في عام 1861، وتمثال ضخم من الجرانيت الأحمر لرمسيس الثاني كحامل لواء عثر عليه في أرمنت عام 1913.
قطع فريدة من حديقة المتحف المصرى
يقف النصب التذكاري لأوجست مارييت في الطرف الغربي من الحديقة وهو أول مدير لمصلحة الآثار ومؤسس المتحف المصري في بولاق والنصب عبارة عن هيكل رخامي كبير نصف دائري يحمل التابوت الحجري وتمثال مارييت، وعلى مر السنين تم وضع 26 تمثال نصفي لعلماء علم المصريات من المصريين والأجانب حول التابوت الحجري لمارييت.
توفى مارييت باشا في عام 1881، ودُفن لأول مرة في قبر في حدائق متحف بولاق المفضل لديه وفي عام 1890 زادت المجموعات في متحف بولاق بشكل كبير جدًا بالنسبة للمساحة المتاحة وكان هناك حاجة إلى مساحة جديدة أكبر، فتم نقل القطع إلى قصر إسماعيل باشا بالجيزة كما تم نقل "مقبرة" مارييت إلى الجيزة وأثناء التخطيط لنقل المتحف إلى متحف أكبر في عام 1894 شيد لهذا الغرض في ميدان التحرير(ميدان الإسماعيلية آنذاك) فكر شيلو بك - مدير المطابع الحكومية في بولاق - في نقل رماد مارييت إلى المتحف الجديد وبنى نصب تذكاري لإحياء ذكرى مارييت وعمله وحياته.
حتى عام 1900 لم يكن المدير العام لمصلحة الآثار في ذلك الوقت التابعة لوزارة الأشغال العامة قد خصص الأموال اللازمة لبناء نصب تذكاري لوضع تابوت مارييت وإعداد التمثال.
تولى دينيس بويش- وهو نحات فرنسي مشهور في ذلك الوقت - التكليف وبدأ عمله في يونيو ثم سافر إلى بولونيا مسقط رأس مارييت باشا لرسم إسكتشات له بناءً على صور معروضة في المتحف هناك حيث تظهر مارييت وهو يرتدي طربوش وذراعيه متقاطعتان على صدره ويحمل في يده اليمنى المخططات الملفوفة لحدائق متحف بولاق ويقف بوقار ورأسه متجهةً نحو واجهة المتحف كما لو كان يراقب آثاره المحبوبة.
بدأ العمل لإعداد النصب التذكاري في نوفمبر 1903 ووصل التمثال من فرنسا في فبراير 1904 حيث أقيم حفل إفتتاح نصب مارييت باشا في 17 مارس 1904.
إستقطب حفل الإفتتاح المسؤولين الحكوميين وزملاء مارييت الذين تحدثوا بحرارة عن عالم المصريات الراحل وتحدثت الكلمات- التي ألقيت جميعها بالفرنسية - عن إرث مارييت ودوره الحيوي في حماية الآثار المصرية فضلاً عن مشاركته في إنشاء متحف للآثار في مصر.
مارييت باشا (1821-1881) كان عالم مصريات فرنسي ومؤسس مصلحة الآثار المصرية (المجلس الأعلى للآثار) وكانت رحلته الأولى إلى مصر عام 1849-1850 وكان هدفها العثور على المخطوطات القبطية والعربية وشرائها لمجموعات متحف اللوفر.
إكتشف السرابيوم في منف (سقارة) خلال إقامته الأولى وهي أولى إكتشافاته العديدة وعاد بعد ذلك إلى مصر بإصرار من الخديوي إسماعيل باشا حيث سعى لإنشاء متحف للآثار المصرية في القاهرة وأسس مصلحة الآثار المصرية في عام 1858 وشارك عن كثب في إنتاج أوبرا عايدة الشهيرة لفيردي ثم نفذ أعمال التنقيب في مصر في أماكن عديدة منها تل اليهودية بالدلتا ومعبد الكرنك والدير البحري وتانيس وتل بسطة وكان من أهم إكتشافاته أيضا مقبرة ومجوهرات الملكة آياح حتب.