نجت ثلاثة أمثلة فقط من البرديات الساخرة من مصر القديمة، وهي تصور حيوانات تقلد السلوك البشري لأغراض فكاهية أو ساخرة، استخدم فيها الفنانون المصريون هذه الرموز للتعبير عن حالة مصر في فترات الضعف من خلال خدمة القطط (التي كانت ترمز للمصريين) للفئران (والتي تصور الأجانب الذين أصبحوا في مركز القوة)، كما أنها تحدد انقلاب الموقف السياسي من خلال مشاهد القطط والذئاب التي تعتني بالإوز، والأسد الذي يلعب السنت (الداما) مع الغزلان، ومجموعات الحيوانات الموسيقية. كما سخرت بعض الرسوم الكاريكاتورية من العادات الجنائزية والدينية، بينما في الحياة الدينية، تعبر هذه الرموز للحيوانات ذات الأفعال البشرية عن الأحداث الأسطورية والطقوس الدينية.

تحتوي هذه البردية على مشهدين ساخرين: فصورت أنثى جرذ (تعبر عن الأجانب) جالسة على كرسي مرتفع إلى اليسار، وقد وضعت قدمها على مسند، تساعدها قطة (رمز للمصريين) على ارتداء شعر مستعار، وقد وقفت أمامها قطة أخرى تقدم لها الشراب، بينما صور خلفها قطة ثالثة تحمل ابنها، والرابعة تحمل مروحة. يُصور المشهد الآخر إلى اليمين قطة تحمل جرتين، تقف أمامها قطة أخرى تريق سائل أمام تمثال لبقرة (طقس للتطهير).